وإذن، عرفنا سرّ تكرّم السيد المؤمن «ياسر برهامى» وتفضلّه النبيل بالموافقة على مشاركة التيار السلفى بلجنة الخمسين لوضع
مسودة الدستور المصرى. ليس كما ظننا أنه ودّ تسريع عجلة خارطة الطريق ووضع الحبيبة
مصر على مسار الديمقراطية والتوافق المجتمعى، بل من أجل محاربة «الكفر البواح» الذى
يسرى فى جوانب مصر منذ فجر التاريخ وحتى اللحظة الراهنة، انتظاراً لتشريفه لكى يضع
نهاية لعصر الكفر، ويدشّن بداية عصر النور والإيمان.
قال السيد برهامى، نائب رئيس الدعوة
السلفية، فى تصريح لجريدة «المصرى اليوم» بالحرف «إنهم وحزب النور لا يوالون (أعداء
الدين)، إنما شاركوا فى لجنة الـ50 لمنع (الكفر البواح) وليس موالاة للعلمانيين»!!
ولستُ أدرى عن أى كفر يتكلم السيد
المهذب! ومَن هو ليهدينا -نحن العلمانيين الكفار- إلى سواء السبيل!
نحن مؤمنون بالله، مسلمين كنّا أو
مسيحيين، سُنيين كنا أو شيعة، قبل أن يولد حزبا النور والأصالة والإخوان وسواها من
أحزاب الزور وجماعات التكفير الشيطانية.
هل تُرانا كنا نعبد الأصنام قبل أن
يُطِلَّ علينا الأخ «برهامى» بطلعته البهية ولحيته التقية؟ هل سمعَنا نغنى «نحن
غرابا عك عك» فعلّمنا فضيلته كيف نغنى «طلع البدر علينا» حين طلّ بدرُه المنير؟ هل
وجدنا -نحن العلمانيين- نُجرى عمليات التجميل فى أنوفنا لنُعجب الحسناوات علّنا
نحظى بمغامرة «شقاوة»، ثم نركض على قسم البوليس صارخين مهللين: «اللهم أحسنْ
خاتمتى، لقد ضربنى قطّاع الطرق وسرقوا منى ١٠٠ ألف جنيه وحطموا أنفى»؟ فعلها رجلٌ
من آله وصحبه بلحية وزبيبة لكى يُخفى عن زوجاته سبب الضمادات فوق أنفه الوسيم،
وبالمرة «يقلّب» الحكومة فى ثمن العملية الجراحية!
وبالمرة أيضاً يصنع من نفسه بطلاً
مُطارَداً، وهو مجرد لاهث وراء خصور النساء وسيقانهن. فعلها «البلكيمى» السلفى
العزيز، وليس أحد أفراد الشعب المصرى المحترم يا سيد برهامى يا محترم.
هل شاهد السيد برهامى أحدنا -نحن
العلمانيين- مختبئاً فى الظلام على الطريق الزراعى قرب بنها فى سيارته الفارهة
يتبادل الهوى المحرّم مع فتاة منتقبة، ثم يركض على الفضائيات يتكلم عن الفضيلة
ويحرّم على الفتيات وضع «زبدة الكاكاو» على شفاههن أو الكحل حول عيونهن. ثم يملأ
جيب سرواله المنتفخ بالريالات والدولارات مقابل ما يقول من عبث وترهات وأكاذيب؟! فعلها
العزيز «على ونيس»، عضو حزب النور المحترم، يا أخ برهامى يا محترم، ولم يفعلها أحد
أفراد الشعب المصرى الذى لا يفخر بانتماء أى تاجر دين إليه.
أيها السيد العزيز، كفاكم تعاليا
وتطاولا على هذا الشعب الراقى، فلم يعد لتجار الدين مكانٌ بيننا. ضجرنا من
المرتزقة الذين لا يمتلكون أية مواهب ولا علماً سوى نشر بضاعة اللغو الكاسدة
الفاسدة التى يسرقون بها عقول البسطاء وأموالهم ببيع الوهم بإيهامهم أنكم تقاةٌ
أبرار تمتلكون ناصية الإيمان وجئتم لهدايتنا من الكفر والضلال. وأتساءل: هل
بالقانون مادة تجرّم إهانة الشعب ورميه بالكفر البواح؟!